سلام على الدنيا كنت فيها زائرا
" فلا أدري إن كنت هناك أم هنا
ولا أعرف إن كان جسدي هو كلامي، أم كلامي هو جسدي
ولكنني في كل الحالتين غائب"
إن المغترب هو من حمل حقائبه على ظهره حتى انحنى
وهو عند الغير مجرد أوراق كتبت بحبر
ويمكن نثرها في أي لحظة
شعور، أنك لاتنمى إلى أرض ولا إلى مكان
ولأن الإنسان علاقته بالأرض قوية
منها خلق
وفيها ركض
كركض الوحوش في البرية
فالوطن هو الأرض كلها
أنت ظهرك
وسندك
وكل شيء
يرى الحياة ولا يفزع
ولأن الدنيا كمين
ينقذه دائما التدخل الرباني
ياسامعا أصواتنا، وحدك المستجيب
و ألواه التباعد
ولم يكن بيده شيء سوى بلع ريقه
ولأن الأمان هو عنصر فقدانه يفسد كل شيء
يبحث عن وسيلة بقاء
ولأن الاستقرار التام يولد الخيبة
يستيقظ كل يوم ويردد:
إما أن تنتصر على اليوم أو ينتصر عليك
ويتذكر دائما: يابن آدم، لاتطلب رزق الغد لأني لم اطلبك طاعة الغد
و افهم يا حزين
أن البعض يعتبر من تخلى عن وطنه خائن، وماهو بخائن..
الخائن هو من يرى أن الوطن هو مجرد خطوط حمراء وضعت على الخريطة
مكان رزقك هو مكان عيشك
أوليس الأجدر أن تسمى الأرض التي تحتضن الجسد بعد الموت هي الوطن؟
سلام على كل مغترب
يولد غريبا
ويعيش مغتربا
ويموت غريبا